كلمة الفيلسوف هي كلمة (يونانية ، أي محب الحكمة ، أصله فيلا : وهو المحب ، وسوفا : وهو الحكمة ، والاسم : الفلسفة ، مركبة ، كالحوقلة) (١) .
فالفلسفة عند اليونانيين القدامى كأرسطو وجالينوس وبقراط وغيرهم ، تعني النظر إلى الموجود ، وأحوال نشأة العالم ، عن طريق العقل خاصة ، سواء طابق العقل الشرع أم لا لأنهم يرون الفلسفة علماً عقلياً بحتاً ، لا تدخل للشرع فيه ، شأنه كشأن علم الرياضيات ، الفيزياء ، والكيمياء ، والجلوجياء ، والفلك ، والطب وبقية العلوم العقلية الأخرى وهذا معنى خاطىء لأنه لا يوجد شيء مخلوقاً مطلقاً ، ليس فيه حكم شرعي بالأحكام الخمسة :
إما واجب أو حرام أو مستحب أو مكروه أو مباح ، والله عز وجل ما يخلق خلقاً باطلاً ليس فيه علة وفائدة ومصلحة ، لأن أفعال الحق سبحانه على الحق والمصلحة ، تابعة للملكات الصالحة والفاسدة ، فكل واجب ومستحب راجع للمصلحة ، وكل حرام ومكروه راجع للمفسدة ، كما يبن هذا الأمر في علم الأصول ، لذا الله عز وجل أبان هذا الأمر جلياً في كتابه العزيز بقوله :
{وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} (۲) .