بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[س] ما حدود تسخير الجن ؟ وما هي الطاقات المكنونة بهم؟ (مع الأدلة)
[ج] يسخر الجن لأمرين : إما لخير أو لشر
- أما تسخيرهم للخير لقضاء الحوائج المشروعة ، كما فعل نبي الله سليمان على نبينا وآله وعليه السلام ، كما حكى الله سبحانه عنه في كتابه :
{وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَ مِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ مَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ ، يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَ تَماثِيلَ وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} (١) .
وروي عن عبد الله بن محمد ، عن محمد بن إبراهيم ، قال حدثنا بشر عن فضالة ، عن محمد بن مسلم ، عن المفضل بن عمر ، قال :
«حمل إلى أبي عبد الله (ع) مال من خراسان مع رجلين من أصحابه ، لم يزالا يتفقدان المال ، حتى مرا بالري ، فرفع إليهما رجل من أصحابهما كيساً فيه ألفا درهم ، فجعلا يتفقدان في كل يوم الكيس حتى دنيا من المدينة ، فقال أحدهما لصاحبه تعال حتى ننظر ما حال المال فنظرا ، فإذا المال على حاله ما خلا كيس الرازي ، فقال أحدهما لصاحبه الله المستعان ، ما نقول الساعة لأبي عبد الله (ع) ، فقال أحدهما انه كريم وأنا أرجو أن يكون علم ما نقول عنده ، فلما دخلا المدينة قصدا إليه فسلما إليه المال ، فقال لهما أين كيس الرازي فأخبراه بالقصة ، فقال لهما إن رأيتما الكيس تعرفانه ؟
قالا نعم !!
قال يا جارية على بكيس كذا وكذا ، وأخرجت الكيس ، فرفعه أبو عبد الله (ع) إليهما فقال تعرفانه ؟
قالا هو ذاك !!
قال إني احتجت في جوف الليل إلى مال فوجهت رجلاً من الجن من شيعتنا ، فأتاني بهذا الكيس من متاعكما» (۱)
- أما تسخيرهم للشر ، كما قال تعالى :
{وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً} (۲)
روي في تفسير علي بن إبراهيم : عن أحمد بن الحسين ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله تعالى : {وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً}
قال : «كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي يوحي إليه الشيطان فيقول : قل لشيطانك : فلان قد لاذ بك» (۳)
معنى قوله تعالى فزادوهم رهقاً أي خسراناً ، أو النقص ، والرهق العذاب ، لذا ترى كثيراً من السحرة والكهنة وأضرابهم ، يسخرون الجن لأعمال شيطانية .