العين وأثرها من الكتاب والسنة

العين وأثرها من الكتاب والسنة

إصابة العين من الأمور المتحققة والواردة ، من الكتاب والسنة ، منها قوله تعالى حاكيا عن نبي الله يعقوب على نبينا وآله وعليه السلام ، لما خاف على بنيه ، وكانوا ذوي جمال وبهاء ، أن لا يدخلوا من باب واحد ، لئلا يصابوا بالعين ، كما قال تعالى :

{وَ قالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَ ادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّـهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} (١) .


وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوذ الإمامين الحسن والحسين (ع) بالمعوذتين ، روي في زبدة البيان أن جبرائيل (ع) نزل

على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرآه مغتماً ، فسأله عن غمه ، فقال له : 

«إن الحسنين (ع) أصابتهما عين . فقال له : يا محمد ، العين حق فعوذهما بهذه العوذة» (۲) .


وروي عن الإمام الصادق (ع) قال : 

«كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يُجلس الحسن على فخذه الأيمن ، والحسين على فخذه اليسرى ، ثم يقول : أعيذكما بكلمات الله التامة ، من شر كل شيطان (و) هامة ، ومن شر (کل) عين لامة ، ثم يقول هكذا كان إبراهيم أبي (ع) يعوذ أبنيه إسماعيل وإسحاق» (۳) .


قد البعض يتعجب ويقول كيف تصيب أهل البيت (ع) العين ؟ 

الأعجب من العين ما جرى عليهم ، من السجن ، والقتل ، والسم بقي الإمام موسى الكاظم (ع) في سجن هارون ثمان عشرة سنة ، ثم قدم له السم وهو في طامورته في السجن ، ثم أخرج من السجن وهو جنازة مقيد يديه ورجليه بالحديد ، ثم حمله أربعة حماميل ، من أراذل الناس ، ونودي عليه على جسر بغداد ، من أراد أن ينظر إلى جنازة الرافضي فليخرج ، روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «أن العين حق ، وأنها تدخل الجمل والثور التنور» (٤) .


عن محمد بن ميمون المكي ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال : 

«لو نبش لكم عن القبور لرأيتم أن أكثر موتاهم بالعين ، لأن العين حق ، ألا إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : العين حق ، فمن أعجب له من أخيه شيء فليذكر الله في ذلك ، فإنه إذا ذكر الله لم يضره» (۱) فذكر الله والصلاة على محمد آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تدفع سوء العين .