سماحة الحكيم الإلهي و الفقيه الرباني المولى
ميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي حفظه الله
وما زالت بضعة رسول الله
فاطمة تئن في بيت الأحزان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين .
إن تحديد التوحيد الصحيح المقبول عند الله عز وجل أمر صعب جدا ، فمن الممكن أن يكون هناك عمل ظاهره التوحيد إلا أن فيه المئات من شوائب الشرك والنفاق كما هو الحال في أغلب تلاوات القرآن ، أو في الصلاة ، أو سائر العبادات التي يؤتى بها لأهداف أخرى اقتصادية أو سياسية أو غيرها من قبل أناس غير صالحين ، فهي وإن كان ظاهرها بصورة العبادة وأديت بعنوان التوحيد والقربة إلى الله عز وجل ، إلا أنها في الواقع فاقدة لقيمة العبادة وللتوحيد ، وهي في الحقيقة كفر مطلق وشرك واقعي وتسمى بلغة الشرع (الشرك الخفي) .
إن هذه الأعمال التي أديت على شكل عبادة ليست فقط غير مقبولة عند الله عز وجل بل إنها توجب أيضا الخذلان والعذاب في الآخرة ، لأنها تتضمن خداعاً ورياء ، والرياء من الذنوب الكبيرة والمساوية للشرك ، بل هو عين الشرك .
فمع هذه العبادات الرياضية على مسار التاريخ كم من بيت خرب !
وكم من حق ضيع !
وكم من نار أشعلت !
وكم من دماء بريئة سفكت في الأرض !
فقراءة القرآن والصلوات والعبادات التي أديت على طول الزمان من حين غصب الخلافة من مولى الموالي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وحتى زماننا الحاضر ومن هذا التاريخ وحتى ظهور صاحب الولاية الكلية الإلهية والوارث لمقام الولاية بالحق الحجة ابن الحسن العسكري [أرواحنا فداه] بواسطة أئمة الجور وخلفاء الباطل كبني أمية ، وبني العباس ، والسائرين على خطهم حتى ظهور المنتقم الحقيقي ، قائم آل محمد عليه وعلى آبائه المعصومين الصلاة والسلام ، فكل هذه العبادات والطاعات وقراءات القرآن عارية عن حقيقة التوحيد وملوثة بالأغراض الشيطانية والطاغوتية .
وموجبة للفتن العظيمة ، والإضطرابات الخطيرة ، والمظالم التي تدمر البيوت وتحطم حياة العالم البشري ، وكما روي : «رب تال للقرآن والقرآن يلعنه ...» .
وهذا القرآن هو ذلك القرآن الذي رفعوه على الرماح في صفين فأحنوا به ظهر شريك القرآن ، والقرآن الناطق مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وزلزلوا راية رسول الله صلى الله عليه وآله ، ورفعوا راية أبي سفيان العدو الأول للإسلام والقرآن في حين أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال مرارا ، «علي مع القرآن والقرآن معه» .
فيا أيها المسلمون !ويا شيعة آل محمد ومحبي آل بيت النبوة !
تيقظوا ، فما زال القرآن مرفوعا [بأساليب شيطانية] على رماح من الرياء والتزوير ، وما زال الحق المغصوب لصاحب الولاية لم يسترد ، وما زال دم مظلوم كربلاء وجميع الشهداء في غليان ، وما زال علي جليس الدار ، وما زالت بضعة رسول الله فاطمة الزهراء تئن في بيت الأحزان ومازالت آثار عصرة الدار القاسية والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة فأسقطت جنيها .
فأصبحت مريضة عليلة حزينة ، حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام ، قال الشاعر :
ولست أدري خبر المسمار
سل صدرها خزانة الأسرار
وفي جنين المجد ما يدمي الحشى
وهل لهم إخفاء أمر قد فشى
والباب والجدار والدماء
شهود صدق ما به خفاء