١ - الإمام المصلح المرجع الديني الكبير الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي


١- الإمام المصلح المرجع الديني 

الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي


١ - كلمة الإمام المصلح المرجع الديني الكبير الحاج ميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره (١) :

اعلم أن المرحوم الشيخ أحمد الإحسائي أعلى الله مقامه مظلوم متهم افترى عليه الحاسدون لمقامه السامي ، أو القاصرون عن معرفته ومعرفة علومه واصطلاحاته أو الذين هم أيدي الأجانب في إثارة الفتن بين المؤمنين ، وإيجاد الاختلاف بين المسلمين .


والواجب على كل مؤمن الدفاع عن كل مظلوم وإماتة الفتن ، فدفاعنا عنه هو أداء وظيفة شرعية لاغير ، كما دافع عنه كثير من أعلام الشيعة الإمامية نحن لانقلده في الأصول ، لأن التقليد في أصول الدين غير جائز ، وأما في الفروع لأننا لا نجوز تقليد الأموات ابتداءً ، بل نوجب تقليد المجتهد الحي . 


وهذه رسائلنا العملية المطبوعة المعمولة في أيدى المؤمنين وليس أيضاً بيننا وبينه نسبة ظاهرية ، فلسنا من أحفاده وأسباطه ، ولا من أسرته وعشيرته حتى ينسب دفاعنا إلى العصبية الجاهلية . 


نعم الجامع بيننا وبينه الإيمان والتمسك بولاية محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، والإقرار والاعتراف بفضائلهم ومناقبهم ، وهي نسبة معنوية نورية ، وقد لاحظنا كتبه ورسائله وجميع مؤلفاته بدقة وإنصاف ، لا بنظر الحب ولا بنظر البغض ، لأن الحب يعمي ويصم ، كما أن البغض يعمي ويصم ، فرأيناها مستنبطة من القرآن وأحاديث أئمتنا الكرام (عليهم الصلاة والسلام) مطابقة لمذهبهم وإرشاداتهم ، ولم نجد فيها ما يوجب البعد عن سائر علمائنا الأعلام . 


فإذاً وجب علينا الدفاع عنه وعن عقيدته {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَيْنَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَيْنَا اللَّهُ} (1) . 


كما دافعنا عن الصدوق رضوان الله عليه حيث قال بسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسبة الشهادة الثالثة في الآذان إلى الغلاة ، فنسبنا قوله إلى التقية ولم نقل فيه شيئاً بمقامه المنيع . 


وكذلك دافعنا عن غيره من علماء الإمامية ، وحملنا زلاتهم محامل صحيحة ، وهل لنا عمل صالح يقربنا منهم أفضل من الجهاد في سبيلهم والدفاع عنهم وعن سمعتهم ومحنهم . 


كلا وأما القاعدون عن هذا الواجب إما لغفلتهم أو لخوفهم على دنياهم وأكثرهم من هذا القبيل أو لغير ذلك من العلل النفسانية ، وسوف يسألون عن قعودهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . (الدين بين السائل والمجيب) .