٤٩- الشيخ محمد علي أسبر
٤٩- كلمة العلامة الشيخ محمد علي أسبر في مقدمة كتابه (العلامة الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي في دائرة الضوء) :
قال : الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي ، نجم أشرق في سماء الإسلام منذ أكثر من مئتين وعشرين عاماً ، وسيظل هذا النجم خالداً يتلألأ نوراً ، ما بقيت مبادىء الإسلام وعقائده ، واحة المعذبين في صحراء الحياة .... وذلك بفضل ما تقدمه كتبه للأجيال المتعاقبة في عطاء رحماني ينير بها سبل المعرفة الحقة .
علم … وحكمة … وفلسفة وفقه وشرح ... تلكم هي الأجواء التي خاضها الإحسائي ، دليله عقل واع بحاث عن الجواهر ، يستخرجها من معالمها ، ويقدمها هدية لطلاب العلوم الروحانية … ولا مكان للشك في أنك حين تقرأه تحس أنه يمسك بيدك ويرتقي بك ، ثم يرتقي ... حتى لتخال أنه قد انبسطت لك أجنحته رحت تحلق بها في فضاء المعارف اللامتناهي … تشعر ، أنه يجردك من كثافة المادة ... ثم يغمسك قليلاً قليلاً ، حتى القمة ، في ينبوع الروح المسلسل في الملأ الأعلى … فينبل الرجل في نظرك ، ويعظم في قلبك ، فتكبره وتكبره ، حتى لتراه نفساً تجسد عطراً من أنفاس الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هذه المرتبة العلمية التي تتبوأ شدّتها ، جعلته محسوداً من بعض «علماء» عصره الذين تقطعت أجنحتهم دون اللحاق به ... ، فأخذوا يتلمسون سيرة حياته ذرة ذرة ، فما استطاعوا أن يجدوا فيها مغمزاً ، خُلُقٌ كإشراق الضحى نقاءً ... ومنهج في السلوك ، كأن صفاءه ورقته ، دفق من كوثر عليين، فغشيهم ذهول الصمت ... أنما ، هل يتركون قلوب أبناء المجتمع الذي يعيشون فيه ترفّ حوله كما يرف الفراش حول عرائس الأزهار المكتنزة بالرحيق ، ويتفيئون هم ظلال الهاجرة ؟؟؟
حقاً إنهم ليقرؤون قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«الغل والحسد ، يأكلان الأعمال الصالحة كما تأكل النار الحطب ....» ولكن حب الدنيا ، يجعل الفطره ، تتغلب على سموّ التعاليم والقيم النبوية ... أحياناً المراج الإنساني ، يستر بدخانه العقل ، فيفسر الإنسان لنفسه حينذاك تفسيرات شوهاء ، ويبتدع لتصرفه المنحرف أعذاراً ، ومسوغات يحذر بها الحس الواعي الذي يقدر المسئولية ، وسوء العاقبة .
وفي هذا غرق حسدة الشيخ الإحسائي حتى منقطع الحلقوم .