في رحاب شهر صفر المظفر

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد 

الحاج ميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره


في رحاب شهر صفر المظفر


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،  واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى قيام يوم الدين آمين رب العالمين.


وإن كان شهر صفر من الأشهر النحس عند العوام إلاَّ أنه شهر مبارك فيه الكثير من المناسبات العظيمة المنسوبة للأئمة المعصومين عليهم السلام ففي الثامن والعشرين منه توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وفي السابع منه توفي الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أما وفاة الإمام الغريب علي بن موسى الرضا عليه السلام ففي السابع عشر منه أما يوم العشرين من صفر فهو أربعين الحسين سلام الله عليه وزيارته في هذا اليوم من علامات الإيمان ، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا في كل سنة لزيارة الحسين سلام الله عليه يوم الأربعين.


أما ما أحمله من ذكريات زيارة الأربعين التي لا تنسى أنى أيام شبابي قبل أكثر من خمسين عاماً قصدت كربلاء لزيارة الأربعين حيث كان يقيم عمي المقدس رافع راية الولاية وأول من جهر بالشهادة الثالثة على المآذن في الكويت والخليج إنه العالم الرباني الحكيم الصمداني المولى ميرزا علي الحائري أعلى الله مقامه فاستدعاني ليختبرني لأهلية الإجتهاد فأجبته لذلك فاختبرني من أول الصباح إلى آخر العصر وسألني في جميع العلوم اللغوية والفقهية والأصولية والحكمية وغيرها، بعدها حمد الله وقال لي لقد بَلغتَ درجة الإجتهاد فكان هو أول من أجازني أعلى الله مقامه.


والآن فإن شهر صفر يستقبلنا بكل ما فيه من مناسبات مباركة عظيمة والتي هي أيام الله وهي وسائل للتقرب إلى الله تبارك وتعالى أكثر من سائر الأيام ففيها تفتح أبواب السماء لاستجابة الدعاء فانتهزوا هذه الفرص والتوسل إلى الله في النجاة من الأشرار أعداء الدين والعقيدة وأعداء الأمن والوطن ونسأل الله أن يكفينا شرهم وأن يخذلهم و ينتقم منهم.


و نحن في جميع حالتنا نسأل الله بحق محمدٍ وآل محمد و بحق محبتهم أن لا يفرق بيننا و بينهم عليهم السلام ونشكر الله سبحانه وتعالى لهدايته لنا للصّراط المستقيم الذي هوَ ولايتهم وهو إكمال الدين وإتمام النعمة.


أيها المؤمنون أبشركم بأننا تحت نظر الإمام الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف وأننا محروسين برعايته من كل خطر ومن كل شر كيف لا ونحن شيعته المنتسبين له، لقد جعلنا الله تعالى مملوكين لمحمد وآل محمد فهو عجل الله تعالى فرجه يملكنا ونفتخر بذلك وهو لا يغفل عن ملكه لأنه عين الله الناظرة في خلقه فجعلنا الله تعالى من المتمسكين بولايتهم والمجاورين لهم عليه السلام في جنات النعيم.


وأخيراً اذكرُ والدي المقدس الإمام المصلح قدس سره الذي خدم الكويت والدين والمؤمنين بل والمسلمين في شتى أقطار العالم وآثاره المباركة تدل عليه لقد كان سلام الله عليه مرجعاً مجاهداً تقياً قائماً ليله صائماً نهاره يخدم القريب والبعيد ويقضي حوائجهم ونحن إنشاء الله سائرون على خطاه و عاملين بوصاياه.


وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم لخدمة الدين والمؤمنين والتزود من محبة الميامين محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام.