کتاب روضة المتقين

 کتاب روضة المتقين 

قال الشيخ محمد تقي المجلسي : وجميع ما في هذا الكتاب استخرجته من «كتب مشهورة» بين المحدثين بالانتساب إلى مصنّفيها ورواتها والظاهر أن المراد بالشهرة التواتر ، «عليها المعول» يعني كلها محل اعتماد الأصحاب ، «وإليها رجوعهم» :


مثل «كتاب حريز بن عبد الله السجستاني» الذي ذكر حماد عند الصادق (عليه السلام) : إني أعمل به وقرره عليه وكان معمولاً عليه عند الأصحاب مع ثقته وجلالة قدره وعظم منزلته عندهم وغيره من كتبه .


و «کتاب عبيد الله بن علي الحلبي» الذي عرضه على الصادق وصححه ومدحه وجميع المحدثين كانوا على العمل به مع ثقته وجلالته .


و«كتب علي بن مهزيار الأهوازي» المخصوص بالرضا والجواد والهادي صلوات الله عليهم ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكل خير ، وكان وكيلاً لهم وكان عظيم المحل عند الجواد (عليه السلام) والهادي (عليه السلام). 

وبالجملة فثقته وجلالته أشهر وأعظم من أن يذكر وكان له ثلاثة وثلاثون كتاباً ، ولاختصاصه بالأئمة (عليه السلام) اعتبر كتبه جل أرباب الحديث وكان عملهم عليها .


و«كتب الحسين بن سعيد الأهوازي» فإنه أيضاً ثقة جليل القدر عظيم الشأن ، وكان راوي الأئمة الثلاثة صلوات الله عليهم وكان له ثلاثون كتاباً كلها معتمد أرباب الحديث .


و«نوادر أحمد بن محمد بن عيسى» شيخ القميين وفقيههم وثقتهم ، وهو أيضاً روى عن الأئمة الثلاثة صلوات الله عليهم وكتبه نفيسة. 

والظاهر أنها باعتبار النفاسة سميت بالنوادر ، ويفهم من بعض ، أنه كتاب واحد مسمى بالنوادر لنفاسة أحاديثه ، وثقة رواته ، وله كتب أُخر. 

والصدوق يروي من نوادره أو من الجميع وتخصيصه بالذكر لنفاسته .


و«کتاب نوادر الحكمة» كتاب كبير صنفه محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري. 

والأشعريون طائفة من العرب كانوا في قمّ ، وهذا الشيخ أيضاً ثقة جليل القدر ، كثير الرواية ، والأصحاب يعتمدون على كتابه إلا ابن الوليد ، فإنه استثنى من كتابه ما رواه عن جماعة والصدوق لا يروي مما يروى عن هؤلاء . .


و«كتاب الرحمة» لسعد بن عبد الله بن أبي خلف شيخ هذه الطائفة ، وفقيهها وثقتها ووجهها ، لقي الإمام الحسن العسكري وصاحب الزمان (عليه السلام) ، وله حكاية نفيسة في كتاب كمال الدين وتمام النعمة ، وكان كتابه معتمد الطائفة المحقة الاثني عشرية ، بل كتبه .


«وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد (رضي الله عنه)» شيخ القميين ، وفقيههم ومتقدمهم وثقتهم ووجههم ، جليل القدر عظيم الشأن ، وبالجملة كان جامعه مرجوعاً إليه معتمداً عليه .


و«نوادر محمد بن أبي عمير» الذي كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة ، وأنسكهم نسكاً وأورعهم وأعبدهم ، وأدرك من الأئمة موسى بن جعفر ، وعلي بن موسى الرضا ، ومحمد بن علي الجواد صلوات الله عليهم ، وروى عنه أحمد بن محمد بن عيسى كتب مائة رجل من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) ، وصنف أربعاً وتسعين كتاباً ، وأجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، والإقرار له بالفقه .


و«كتاب المحاسن لأحمد بن أبي عبد الله البرقي» وهو ثقة ، وصنف كتباً كثيرة ، وكتابه المحاسن موجود عندنا ، وهو كتاب حسن وقد أكثر الرواية عنه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني ، بواسطة محمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن إدريس وغيرهما و«رسالة أبي (رضي الله عنه) إليّ» قد ذكرنا حاله في ما سبق (١) .


هذا مجمل كتب الأحاديث المعتمدة عند علمائنا رضي الله عليهم ، وأجزل سعيهم ، ورفع درجتهم مع محمد وآله الأطهار (عليهم السلام) .