كتاب الكافي

 كتاب الكافي 

لثقة الإسلام الشيخ محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ، ينتسب إلى بيت أصيل طيب من منطقة كلين ، كما أنه شيخ الشيعة في الري ووجههم ، ثم سكن بغداد ، وقد انتهت إليه رئاسة فقهاء الإمامية في أيام المقتدر ، وقد أدرك زمان السفراء الأربعة للإمام الحجة أراوحنا فداه ، المتوفى سنة ٣٢٩ هجرية ،


وقد عرض كتابه الكافي على مولانا وليّ العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فقال : 

(الكافي كافٍ لشيعتنا).


وألَّف الشيخ الكليني كتابه الكافي بطلب من بعض الفضلاء ، أن يؤلف كتاباً يجمع فيه تراث أهل العصمة (عليه السلام) في الحلال والحرام والأخلاق والعقائد ، وما يحتاج إليه الناس في أمور الدنيا والآخرة ، فأجابه قائلاً: 

(وقلت : إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع [فيه] من جميع فنون علم الدين ، ما يكتفي به المتعلم ، ويرجع إليه المسترشد ، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة ، عن الصادقين (عليهم السلام) والسنن القائمة التي عليها العمل ، وبها يؤدى فرض الله عزّ وجلّ ، وسنّة نبيّه ، وقلت : لو كان ذلك رجوت أن يكون ذلك سبباً يتدارك الله [تعالى] بمعونته وتوفيقه إخواننا وأهل ملّتنا ويُقْبِل بهم إلى مراشدهم ..


فاعلم يا أخي - أرشدك الله - أنه لا يسع أحداً تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام) برأيه ، إلا على ما أطلقه العالم بقوله (عليه السلام) : 

«اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عز وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردّوه» 

وقوله (عليه السلام) : 

«دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم»

 وقوله (عليه السلام) : 

«خذوا بالمجمع عليه ، فإن المجمع عليه لا ريب فيه» 

ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقلَّه ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من رد علم ذلك كله إلى العالم (عليه السلام) وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله (عليه السلام) : 

«بأيما أخذتم من باب التسليم وسعكم» . .


وقد يسر الله - وله الحمد - تأليف ما سألت ، وأرجو أن يكون بحيث توخيت فمهما كان فيه من تقصير فلم تقصر نيتنا في إهداء النصيحة ، إذ كانت واجبة لإخواننا وأهل ملتنا ، مع ما رجونا أن نكون مشاركين لكل من اقتبس منه ، وعمل بما فيه في دهرنا هذا ، وفي غابره إلى انقضاء الدنيا ، إذ الرب عز وجل واحد والرسول محمد خاتم النبيين - صلوات الله وسلامه عليه وآله - واحد ، والشريعة واحدة وحلال محمد حلال وحرامه حرام إلى يوم القيامة) (۱) .


وهو من كتب الحديث الأربعة ، التي دارت عليها روايات المعصومين (عليهم السلام) عن الشيعة الاثني عشرية ، وقد شرح هذا الكتاب الكافي عدة شروحات من علمائنا ، من أفضلها شرح الشيخ محمد باقر المجلسي في كتابه (مرآة العقول في شرح أخبار الرسول) في ست وعشرين مجلداً ، وشرحه الشيخ نصير الدين الطوسي ، والشيخ محمد صالح المازندراني ، وابن يحيى النووي ، وإسماعيل الخاتون آبادي ، ومحمد زمان التبريزي ، وخليل الغفاري القزويني ، وملا صدرا الشيرازي ، والشيخ محمد آل عبد الجبار ، ومحمد البلاغي ، وحسين السجستاني الزنجاني. 


ويشتمل كتاب الكافي على ١٦١٩٩ حديثاً .