١٠- الشيخ محمد أبو خمسين الأحسائي
١٠- كلمة الحكيم الكبريائي العالم المدقق والفقيه المحقق الشيخ محمد أبو خمسين الإحسائي أعلى الله مقامه (1) .
المفتاح الرابع : في الإشارة إلى المنزلة بين المنزلتين وفيه أنوار :
الأول : في تعدد الأقوال في هذه المسألة التي لا يدركها إلا أولو الأفئدة المستنيرة الذين فرقوا بين إدراك الفؤاد والعقل وبين مدركها وعرفوا المائل من العدل ، وأما غيرهم فلا لأنها مشرعة لكل خائض .
اعلم يا أخي فهمك الله سر هذه المسألة وأوقفك الله على قعر هذه اللجة العميقة أن أقوال العلماء من الإمامية وغيرهم اختلفت في هذه المسألة ، وآراؤهم تشوشت واضطربت فيها وكل من حام حولها أو دنا من ساحلها أو خاض فيها غرق وقال إما بالجبر أو بالتفويض ولا سلم منه ذلك إلا من عصمه الله بحبال الوجود مثل شيخنا المفضال الذي مثاله في عصرنا مفقود في الكمال قدس سره وشاع في العالمين ذكره (۱) وسيدنا وسيد الأعاظم السيد كاظم أطال الله بقاءه بمحمد وعلى مولاه فإنهما قد خاضا في لجتها واستخرجا من لؤلؤها لأن مستمسكهما حبل الله المتين ومأخذهما من العيون الصافية فقط قال الله تعالى :
{وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً}
وقال : {وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا}
(مفاتيح الأنوار)